شددت قوات الأمن من قبضتها الأمنية اليوم، الجمعة، على جامع الأزهر، لمنع التظاهرة التى دعا لها حزب العمل للتنديد بتهديد القدس عقب صلاة الجمعة، واستطاع الأمن احتجاز 6 قيادات من حزب العمل، بجانب منع دخول الصحفيين الذى سبقه تفتيش مشدد.
ورغم هذه القبضة الأمنية إلا أن عددا من أعضاء العمل تمكنوا من التظاهر عقب أداء صلاة الجمعة والغائب على روح الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر، حيث اشتعلت أرجاء مسجد الأزهر بهتافات وشعارات لنصرة الأقصى رفعها شباب حزب العمل الذين قادوا مظاهرة حاشدة داخل المسجد للتنديد بالمخطط الصهيونى لتهويد القدس، وشهدت المظاهرة مشاداة كلامية بين شباب حزب العمل.
وركز الدكتور صلاح مختار، فى الجزء الأول من خطبته، بجامع الأزهر الذى شهد حضورا مكثفا لأداء الصلاة على روح "طنطاوى"، على فضل الشهادة فى الإسلام، ووجوب الشفاعة على من مات ودفن فى المدينة المنورة، وأجر من خرج من بيته فى سبيل الله، ومات قد وقع أجره على الله، فى أشارة منه إلى وفاة شيخ الأزهر الراحل.
وقد شن هجوما فى الخطبة الثانية على وسائل الإعلام التى وصفها بالمجحفة، لأنها تجاهلت وفاة الشيخ الجليل، متهما إياها بنكران حقه فى التقدير والإجلال، ووصفه بأنه كان مثالا للوسطية، وبعد انتهاء الجمعة أدى المصلون صلاة الغائب على روح طنطاوى.
بمجرد انتهاء الصلاة والتظاهرة داخل المسجد انتقلت المشادات بين الجانب الأمنى والمتظاهرين، حتى وصل الأمر للتشابك بالأيدى واحتجاز ناشطين من حزب العمل خلال محاولتهم الخروج عقب التظاهرة.
وفى الوقت نفسه أدى كل من المشير محمد حسين طنطاوى، وزير الدفاع، والدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف، والدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة، والعديد من قيادات الشعبية والتنفيذية، صلاة الغائب على روح الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر السابق بمسجد آل رشدان بمدينة نصر.
وقد تزامنت تأدية صلاة الغائب على روح شيخ الأزهر مع احتفالات القوات المسلحة بيوم الشهيد فى مسجد آل راشدان بمدينة نصر، واستمع الحاضرون لخطبة الجمعة للأستاذ إسماعيل الدفتار الأستاذ بجامعة الأزهر بدلاً من شيخ الأزهر الراحل الذى كان من المقرر سلفا أن يلقى خطبة الجمعة فى هذا المسجد.
أكد الدكتور إسماعيل الدفتار، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن تكريم الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم فداء لمعتقداتهم ولوطنهم واجب، فنجد القرآن الكريم يكرم الشهداء ويصفهم بأنهم هم المجاهدون فى سبيل الله، مضيفاً أن الله فضل المجاهدين على القاعدين على الإطلاق، مستشهداً بقول الله تعالى "لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون فى سبيل الله".
موضحاً أن القرآن يطالب الناس بأن يدركوا قيمة الشهداء عند الله، فمجرد الظن أن الشهداء أموات فهو خطأ لقول الله تعالى "ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون"، مشيراً إلى أن الأمة الإسلامية تملك رصيدا من الشهداء لا تملكه أى أمة سواها.
وفى نهاية الخطبة توجه الخطيب بالدعاء لله لشفاء الرئيس مبارك، وأن يعود إلى وطنه سالماً معافا لكى يعمل على استرداد الأقصى، متجاهلاً الدعاء لشيخ الأزهر الذى وافته المنية أول أمس بالرياض، ودفن بالبقيع وتعليمات وزارة الأوقاف بتخصيص جزء من الخطبة الثانية للتحدث عن مآثر الشيخ الراحل، مكتفياً بتأدية صلاة الغائب على الفقيد الشهيد الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر السابق.
كما أدى جموع المصلين بمختلف المساجد بمحافظتى الجيزة و6 أكتوبر سواء أكانت أزهرية أو تابعة للجمعيات الشرعية، ومنها مصطفى محمود والحامدية الشاذلية بمنطقة المهندسين والسلام بمنطقة الهرم والاستقامة بميدان الجيزة، صلاة الغائب على روح شيخ الجامع الأزهر محمد سيد طنطاوى الذى رحل صباح الأربعاء الماضى، بالعاصمة السعودية الرياض إثر أزمة قلبية مفاجئة أثناء مشاركته فى حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمية.
كما شهدت بعض المساجد الكبيرة ومنها مصطفى محمود وجودا مكثفا لقوات الأمن المركزى أمام المساجد، تأهبا لوقوع تظاهرات احتجاجية تندد لما يرتكبه الجيش الإسرائيلى ضد الفلسطينيين.